
الغالبية الساحقة تحاول التنسيق بين مهام العمل، والعلاقات الغرامية أو الزوجية، العائلية، والمنزل والمسؤوليات. ووسط كل هذه المسؤوليات من الصعوبة بمكان إيجاد الوقت للقيام بما نستمتع القيام به باعتبارنا أفراداً. كل هذا التوتر يمكنه أن يمنعنا من التركيز، ويجعلنا عرضة لتقلبات المزاج والاكتئاب، وبالتالي تأثير سلبي في العلاقات وفي المهنة وفي حياتنا بشكل عام.
العمل على مناطق محددة من الدماغ قبل الانطلاق في أيامنا تضاعف رشاقة ومرونة أنماط تفكيرنا، ويمكننا من التواصل بهدوء وبشكل فعال مع محيطنا. التقنيات التي سنتحدث عنها تمكن ممارستها بشكل منفصل أو القيام بعدد منها صباح كل يوم لتأثير مضاعف.

في حياة تسير بسرعة قياسية من الصعوبة بمكان معرفة كيفية الانفصال عن كل شيء والاسترخاء، وتحفيز عقلنا في الوقت عينه. المطالعة هي أفضل وسيلة للحصول على هذه الفوائد سواء كانت كتاباً أو رواية أو الصحيفة أو مقالاً في موقع إلكتروني ما. المطالعة هي أفضل وسيلة لإثراء العقل بمعلومات جديدة، وهي ليست مقاربة تجعلك في حالة من الهدوء فحسب، لكنها تبعدك ولو لحظات قليلة عن واقعك. الابتعاد هذا هو راحة مستحقة تؤثر في نمط تفكيرك طوال اليوم، وعليه ستجد نفسك تفكر بطريقة مختلفة خلال يوم عملك.


استمع قبل أو خلال توجهك إلى العمل إلى الموسيقى الكلاسيكية. الدراسة الأشهر التي حملت تسمية «تأثير موزارت» أثبتت أن الاستماع للموسيقى الكلاسيكية ينشط الدماغ خصوصاً التفكير، ويقوي الذاكرة ويحسن قدرات الدماغ على استيعاب المشكلات وحلها.
الموسيقى الكلاسيكية أيضاً تنشط الدوائر العصبية القشرية المرتبطة بوظائف الإدراك. وفي حال كنت لا تحب هذه النوعية من الموسيقى يمكنك الاستماع لأي نوع تشاء؛ لأن الدراسات أكدت أن الموسيقى الصباحية تحسن إنتاجية العمل بنسبة ٦٪.
أي معلومات جديدة يتم إدخالها إلى الدماغ ستعود عليك بفائدة كبيرة. يمكنك حل الكلمات المتقاطعة في الصحيفة أو أي من ألعاب الكلمات في جهازك المحمول أو تلك التي تتطلب المنطق لحلها أو حتى الخضوع لاختبارات الذكاء وسرعة البديهة. الألعاب هذه يمكنها أن تتحدى عقلك وتحسن حسك الإدراكي، احرص فقط على اختيار مستويات أكثر تعقيداً من اليوم السابق، وذلك لاستخدام أجزاء مختلفة من الدماغ.

ليس بالضرورة أن تكتب لائحة يومية بالأمور التي تجعلك تشعر بالامتنان، بل قم بالتفكير بها صباح كل يوم قبل التوجه إلى عملك. التفكير الإيجابي هذا له تأثيره الكبير في دماغك؛ لأن التفكير السلبي يؤثر سلباً في الدماغ. الدراسات أثبتت أن الأشخاص الذين التزموا بهذا النشاط تبدلت حياتهم نحو الأفضل؛ لأنهم على المدى البعيد أصبحوا أكثر تفاؤلاً وسعادةً من غيرهم. نمط التفكير هذا لا ينعكس إيجاباً على صحتك النفسية والعقلية فحسب، بل على صحتك البدنية. وهذه الأمور مجتمعة تجعلك في حالة من النشاط والتركيز.

القيام بالأمور نفسها بالترتيب نفسه صباح كل يوم سيدخل عقلك في حالة من السبات، وقد تجد نفسك بعد وصولك إلى عملك لا تتذكر معظم ما قمت به قبل نصف ساعة. السبب هو أن عقلك لم يعد ينشط؛ لأن كل النشاطات تسير في التسلسل نفسه. لذلك بدل عاداتك اليومية؛ كي تحفز دماغك على العمل، مثلاً لا تتناول كوب القهوة نفسه يومياً؛ إذ يمكنك تجربة نكهات مختلفة، كما لا تعتمد الترتيب نفسه لتحضير نفسك للعمل، وبالتأكيد لا تسلك الطريق نفسه للعمل يومياً.