نظامك الغذائي مثالي، التمارين الرياضية حاضرة وموجودة في جدولك اليومي، ومع ذلك لا تتمكن من خسارة الوزن، أو على الأقل لا يمكنك المحافظة على وزنك الحالي.
أو قد تكون لا تعتمد نظاماً غذائياً صحياً، ولا تمارس التمارين، ولا تعاني من السمنة، ثم تتبدل الصورة كلياً، الوزن لا يرتبط فقط بهذين الأمرين؛ بل وعلى ما يبدو، هناك الكثير من العوامل التي أحياناً لا نملك أي سيطرة عليها، تؤثر على الوزن.

وفق دراسة أجرتها جامعة جونز هوبكينز،تبين بأنه خلال الأزمة المالية التي عاشها العالم بين ٢٠٠٨ وحتى ٢٠١٢، ارتفع معدل السمنة ٢١٪، الأوضاع الاقتصادية السيئة بشكل عام وانعكاسها على حياة الأفراد، تجعلهم يختبرون التوتر النفسي والعاطفي، وبالتالي زيادة ملحوظة في تناول الطعام، ناهيك عن واقع أنه يتم الاستغناء عن الأمور المكلفة؛ فعضوية النادي أو الطعام الصحي، لم تعد من الأولويات.

كلما زاد ارتفاع المنطقة التي تسكن فيها عن سطح البحر، كلما أثر ذلك إيجاباً على وزنك، وفق دراسة لسلاح الجو الأميركي؛ فإن كل زيادة في الارتفاع، يمكنها أن تساعد على خسارة الوزن. دراسة ألمانية اختبرت النظرية وقامت بمراقبة وزن مجموعة من الأشخاص الذين يعانون من السمنة خلال إقامتهم «المؤقتة» في مكان مرتفع، وتبين أن كل واحد منهم خسر ١،٥ كلغ من دون أي جهد بدني أو تمارين أو اتباع للحمية.

التلوث لا يؤثر فقط على الجهاز التنفسي؛بل يؤدي إلى زيادة في الوزن، ويرفع مخاطر الإصابة بأمراض القلب، السكري، ومتلازمة الأيض، الدراسات رصدت زيادة في الوزن في فئران تم تعريضها للتلوث في بكين لمدة ٣ أسابيع، كما رصدت تغيرات في عملية التمثيل الغذائي في الجسم، السكان الذي يعيشون بالقرب من مناطق عالية التلوث في أي بقعة في العالم، يعانون بشكل عام من السمنة.

إن كنت من النوع الذي يلجأ إلى المضادات الحيوية في كل مرة يعاني فيها من التهاب ما، أو إن كان وضعك الصحي قد جعلك تتناوله خلال حياتك بكميات كبيرة؛ خصوصاً خلال مرحلة الطفولة؛ فأنت عرضة للإصابة بالسمنة مع التقدم بالسن، السبب وفق العلماء يرتبط بأن المضادات الحيوية تقتل أيضاً بكتيريا الأمعاء الجيدة؛ مما يؤدي إلى زيادة في الوزن.

العلاقة بين حجم الراتب والوزن عكسية، كلما ارتفع الراتب كلما انخفض وزنك، وكلما انخفض راتبك كلما زاد وزنك، الراتب الضئيل يقولب الحياة بشكل مضر بالصحة، التأثير النفسي، التوتر والضغوطات، مكان السكن، نوعية الطعام، ومعدل النشاط البدني، حجم راتبك قد يكون خارجاً عن سيطرتك، لكنك يمكنك السيطرة على بعض الجوانب الأخرى، وخصوصاً نوعية الطعام والنشاط البدني ومعدلات التوتر.

صحيح أن هناك معدلات عامة محددة دولياً للكمية التي يجب استخدامها لكل نوع من المزروعات، لكن هذا لا يعني أنه يتم الالتزام به، لكن حتى ولو تم الالتزام به؛ فإن المبيدات تحتوي على مواد كيميائية يمكنها أن تتدخل في عملية الأيض في الجسم، وتؤدي إلى خلل هرموني، المبيدات لا تؤدي إلى زيادة الوزن فقط؛ بل تضاعف مخاطر السكري أيضاً.

في حال كان منزلك يطل على المباني الأخرى ولا يمكنك سوى رؤية الحجارة؛ فإن «المناظر» هذه تزيد وزنك، المساحات الخضراء كالمنتزهات والغابات وغيرها لها تأثيرها الكبير على صحتك وعلى وزنك، السبب يرتبط بالراحة النفسية أولاً، وثانياً بأن المساحات الخضراء تشجع البشر على ممارسة التمارين، سواء كانت نزهة في المنتزه، أو مجرد جلسة هادئة تخفف مستويات التوتر.

كلا ليس بالضرورة إلقاء اللوم عليه، لكن يمكنك أن تلقي باللوم على جيله كاملاً، وفق العلماء، الجيل الحالي عليه أن يمارس التمارين أكثر، ويتناول كميات أقل من الطعام من الأجيال السابقة، في إحدى الدراسات وبعد أن تم عزل كل الأمور التي يمكنها التسبب بالسمنة، تبين بأن معدلات الأيض تتدنى باستمرار من جيل إلى آخر، السبب الفعلي غير معروف للعلماء، لكنهم أثبتوا ومن دون أدنى شك، أن كل جيل جديد سيعاني أكثر من غيره من السمنة.