تغيرت النظرة الصحية إلى العادة السرية كثيراً على مدار العقود الماضية؛ حيث كان ينظر إليها على أنها سبب للعديد من الأمراض والمخاطر الطبية، من بينها الأمراض النفسية والنقرس والعمى والسرطان. ولكن الآن لا يعد هذا الكلام صحيحاً على إطلاقه.
النظرة الدينية للاستمناء تعتبر هي الأكثر ثباتاً، وذلك في الأديان السماوية الثلاثة، التي تعتبرها عادة سيئها يستحق فاعلها اللوم. كما أن النظرة الأخلاقية مازالت تحافظ على تماسكها، باعتبار أن هذه العادة تتنافى مع مفهوم العفة، خصوصاً وأنها في الغالب تكون مصحوبة بمشاهدة الأفلام الإباحية.
أعداد الممارسين للعادة السرية
في منتصف القرن العشرين، أجرى الدكتور ألفريد كينسلي وفريقه بحثاً حول أعدد الأميركيين الذين يمارسون العادة السرية، وتوصل إلى أن نحو 92 بالمائة من الرجال و62 بالمائة من النساء قالوا إنهم مارسوا الاستمناء.
الأرقام لم تتغير كثيراً بعد ذلك، حيث أظهرت دراسة حديثة أن 95 بالمائة من الرجال و71 بالمائة من النساء قالوا إنهم مارسوا العادة السرية. (هذه الدراسات أجريت على الأمريكيين، لكن الأرقام لن تختلف كثيرا في باقي المجتمعات).
ويرجح الباحثون أن هناك علاقة بين الاستنماء من ناحية وارتفاع مستوى التعليم والطبقة الاجتماعية وصغر السن من ناحية أخرى؛ مشيرين إلى أن السبب قد يكون أن ارتفاع مستوى التثقيف يؤدي إلى معرفة أن الاستمناء ليس له أضرار صحية، وبالتالي إلى عدم الشعور بالذنب عند ممارسته.
وبناء على هذه البيانات، يمكن القول إن كل الرجال تقريباً ومعظم النساء يمارسون العادة السرية. مع الأخذ في الاعتبار أن نسبة النساء الحقيقية قد تكون أعلى من ذلك؛ لأن النساء عموماً يفضلن عدم الإفصاح عن تجاربهن الجنسية.
وبالرغم من هذه الأرقام، هناك وصمة اجتماعية تلحق من يُعرف عنه أنه يمارس العادة السرية، وخصوصاً في المجتمعات الشرقية المحافظة.
عدد مرات الاستمناء
أشارت دراسة حديثة ومميزة، حول السلوك الجنسي للرجال في الولايات المتحدة، إلى أن عدد مرات الاستمناء يختلف باختلاف العمر، ولكنه موجود في الأعمار كلها. فقد أظهرت الدراسة أن 25 بالمائة من الشباب (18- 24 سنة) يمارسون العادة عدة مرات شهرياً أو مرة كل أسبوع، بينما 21 بالمائة يمارسونها 2- 3 مرات أسبوعياً، في حين أن 19 بالمائة منهم يمارسونها 4 مرات أو أكثر أسبوعياً.
وأشارت الدراسة نفسها إلى أن 25 بالمائة من الشباب (25- 29 سنة) يمارسون الاستمناء عدة مرات شهرياً أو مرة أسبوعياً، وأن 23 بالمائة منهم يمارسونه 2- 3 مرات أسبوعياً، بينما 20 بالمائة يمارسونه 4 مرات أو أكثر كل أسبوع.
اللافت للنظر أن الرجال في الأعمار المتقدمة أيضاً يمارسون العادة السرية، فقد أوضحت الدراسة أن 29 بالمائة من الرجال (60- 69 عاماً) مارسوا العادة عدة مرات في السنة أو مرة كل شهر، بينما 4 بالمائة منهم يمارسها 4 مرات أو أكثر أسبوعياً.
الإفراط في الاستمناء
الاستمناء بغرض تجنب شيء ما في الحياة تخشى التعامل معه أو للدرجة التي يبدأ فيها التأثير على سلوك حياتك يعتبر عامل خطر لابد من الاتنباه له.
بعض الشباب يلجؤون إلى العادة السرية من أجل التخلص من الضغوط أو التوتر والقلق أو الحزن أو الوحدة أو المشاكل في العلاقات. وفي هذه الحالة وعلى المدى القريب، قد يشكل الاستمناء عاملاً إيجابياً ويشعرك بالراحة (المؤقتة). ولكن على المدى الطويل، لا يؤدي الاستمناء إلى حل المشاكل الحياتية على الإطلاق، بل يجعل الأمور تتفاقم وتسوء.
وبعض الشباب قد يفرطون في ممارسة العادة السرية لدرجة إهمال جوانب مهمة من حياتهم، كالتعليم أو العمل أو العلاقات أو الاستجمام. وهذا في الغالب يؤدي إلى زيادة التوتر والقلق، إضافة إلى الشعور بالذنب المستمر والإحساس بالوحدة الدائمة.
ومن ناحية أخرى، قد يؤدي الإفراط في ممارسة العادة السرية إلى انخفاض الأداء الجنسي أو الرغبة الجنسية لدى الرجل. الاستمناء يومياً أو عدة مرات في اليوم على مدار سنوات عديدة قد يؤدي إلى زيادة إفراز الهرمونات الجنسية والناقلات العصبية. ومن الآثار الجانبية لهذا: الشعور بالتعب، وتساقط الشعر، وفقدان الذاكرة، وتشوش الرؤية، وألم الفخذين. وقد يؤدي أيضاً إلى الإرهاق الجنسي، الذي قد يظهر في شكل العجز الجنسي أو عدم القدرة على الانتصاب.
وأخيراً، على كل رجل يمارس العادة السرية أن يجلس مع نفسه جلسة مصارحة، يحسب فيها ما الذي استفاده وما الذي خسره بممارسته هذه العادة. فإن وجد أنه يخسر، فيجب أن يتخذ قراراً فورياً بالتوقف والعودة إلى حياته الطبيعية. الإرادة القوية هي العامل الحاسم في الإقلاع عن هذه العادة.