انقراض بعض الوظائف واستبدالها بأخرى تتماشى مع متطلبات العصر ليس بالأمر الجديد، فهي كانت جزءاً من تطور أسواق العمل حول العالم منذ زمن بعيد.
صحيح إنه في كل مرة تشهد فيه دول العالم تغيرات جذرية فإن النتائج تكون كارثة على عدد كبير من العمال سواء على الصعيد الاقتصادي أو الاجتماعي.
التطور في عصرنا الحالي يسير بسرعة قياسية، وعليه فإن أعداد الوظائف التي ستنقرض خلال السنوات القادمة عديدة جداً ومرشحة للارتفاع. فمن هم العمال الذين سيجدون أنفسهم بلا وظائف بسبب التكنولوجيا؟
إقرأ أيضاً: مستقبلك الوظيفي في خطر إذا لم تمتلك تلك المهارات
عمال المطابع - المراقبون وتقنيو «بري برس»

منذ سنوات والصحف والمجلات تصارع؛ من أجل الحفاظ على نسخها المطبوعة مع اعتماد القراء بشكل كبير على المواقع الإلكترونية. العاملون في مجال مراقبة الطباعة والأشخاص المكلفين مهمة مراقبة النصوص والصور قبل طباعتها «بري برس» من الأشخاص المهددين بفقدان وظائفهم بحلول العام ٢٠٢٠.
عدد من المعلمين

بطبيعة الحال لن تنقرض مهنة التعليم لكنها ستشهد تحولاً جذرياً خلال السنوات القادمة في العالم الغربي، وقد تتطلب بعض الوقت لتطالنا في العالم العربي. مبدأ التدريس من المنزل قائم ومعترف به في الدول الغربية، وهناك تحول جديد نحو الدراسة «أون لاين».
هناك حالياً ٢٠٠٠ مادة تدرس أون لاين، وأكثر من ١٣٠ مليون تحميل لهذه المواد. «خان أكاديمي»، التي تقدم دروساً أون لاين في جميع المواد والمعروفة عالمياً تجاوز عدد تحميل موادها أكثر ١٠٠ مليون. التبدل المتوقع هو تحول المعلمين والمعلمات إلى مدربين وظيفتهم تحديد الأولويات للتلاميذ ومساعدتهم على الحصول عليها.
وكلاء السفر

التراجع في الاعتماد على خدمات هؤلاء واضح وجلي، فهناك مواقع عديدة جداً لا تتيح خدمة الحجز فحسب، بل تساعد الزبون على الحصول على أفضل صفقة ممكنة سواء لناحية أسعار التذاكر أو الحجوزات. الوظيفة هذه قد نشهد انقراضها أسرع مما نظن خصوصاً وأن ما تقدمه لا يقارن لا من قريب ولا من بعيد بما تقدمه المواقع المتخصصة. فالمواقع ووفق المعلومات التي يقدمها الزبون يمكنها حصر الخيارات التي تناسبه، وتناسب ميزانيته وتقدم أفضل صفقة ممكنة.
وأيضاً: فيديو | أغرب 10 وظائف في العالم
العاملون في مجال المحاسبة

من المتوقع أن يفقد العاملون في مجال المحاسبة وظائفهم بحلول العام ٢٠٢٨، خصوصاً وإن المحاسبة «الذكية» معتمدة حالياً بشكل جزئي من قبل المؤسسات. هناك مجموعة من البرامج، التي بدأت الشركات تعتمد عليها، والتي يمكنها القيام بمهمة المحاسبين، وتحليل البيانات في وقت قياسي، وبهامش خطأ شبه معدوم.
المترجمون

هناك جدل حول موعد خسارة المترجمين بشكل عام، والمترجمين الفوريين بشكل خاص لوظائفهم. بعض التقارير تشير إلى أن الوظيفة لا تدخل ضمن دائرة الخطر حالياً خصوصاً، وأن برامج الترجمة الفورية والترجمة العادية ما زالت تتضمن الكثير من الشوائب. في المقابل فإن حجم مبيعات برامج الترجمة تشير إلى عكس ذلك؛ إذ قدرت العائدات بأكثر من ٣٧ مليون سنوياً.
كما أن الشركات التي تعمل على برامج الترجمة تقوم وبشكل دائم بالعمل على تحسينها وتعديلها لجعلها مثالية، ما يعني أنه يوماً ما سيتم استبدال المترجمين ببرامج يمكنها إنجاز المهام في وقت قياسي.
المراسلون في الصحف المطبوعة

كل ما هو مطبوع يعاني منذ سنوات، المجلات والصحف تعاني من تدني مبيعاتها بشكل كبير. العاملون في الصحف المطبوعة والذين لا يملكون المهارات التي تخولهم الانتقال إلى الإعلام الإلكتروني سيجدون أنفسهم بلا وظائف خلال القريب العاجل.
القراء يفضلون الاطلاع على الأخبار على هواتفهم وأجهزتهم الإلكترونية، ما يعني أن المعلنين يفضلون المواقع الإلكترونية على الصحف والمجلات المطبوعة. ومع انعدام التمويل فإن المهنة هذه ستجد نفسها أمام حائط مسدود.
المراقبون الجويون

الطائرات بلا طيار وتقنيات أخرى متطورة ستصبح جزءاً من جميع الأساطيل الجوية حول العالم. الذكاء الاصطناعي سيستخدم لجمع معلومات حول الطقس، وتحليل خطط الطيران وتوفير المعلومات اللازمة للطائرات. الاعتماد على التكنولوجيا وفق المطلعين سيقلل هامش الخطأ بشكل كبير، وقد يجعل المراقبة الجوية أفضل مما هي عليه حالياً.
العاملون في مصانع الحديد والبلاستيك

هناك الكثير من المناصب المهددة في هذه المعامل، ولعل أهمها الذين يراقبون عمل الآلات، والذين يعملون على القوالب، أو الذين يقومون ببعض المهام اليدوية. التطور التقني المتسارع جداً في هذا المجال سلب عدداً كبيراً من العاملين وظائفهم، وهناك أعداد أكبر تنتظر موعد التخلي عنها.
أمين الصندوق

قريباً سيقوم الزبون بخدمة نفسه، وسيتم استبدال «الكاشير» بأجهزة تحسب قيمة المشتريات. كل ما على الزبون القيام به هو تمرير المنتجات على الجهاز، ويصار إلى حساب القيمة ثم يقوم بالدفع نقداً، أو بواسطة بطاقة ائتمان من خلال الجهاز. ولعل ما سرع إمكانية انقراض هذه الوظيفة هي التطبيقات، التي باتت تتيح الدفع عبر الهواتف.
عامل البريد

قد لا نشهد انقراضاً كاملاً للوظيفة لكن العاملين في هذا المجال سيصبحون في الحد الأدنى. البريد الإلكتروني سبق ووجه ضربة قاسية لهذه المهنة ومواقع التواصل الاجتماعي فعلت فعلها. الشركات البريدية وجدت نفسها أمام معضلة حقيقة ما دفعها إلى الاعتماد على التكنولوجيا، كما فعلت شركة أمازون مؤخراً من خلال برنامج «برام إير»، الذي ينقل البريد جواً بطائرات من دون طيار.