تطوير المهارات الذهنية يتطلب الكثير من الوقت والجهد. فهي عادات يومية تتطلب دفع النفس إلى حدودها القصوى لتصبح أقوى، كما تتطلب الكثير من التفاؤل الواقعي، بالإضافة إلى وضع الحدود الصحية والمعقولة.
الأقوياء ذهنياً لا يضيعون وقتهم بالشعور بالأسف على أنفسهم، ولا يفرطون إطلاقاً بما يجعلهم أقوى من غيرهم.
فهل أنت من هذه الفئة؟ وما هي السبل لمعرفة أن كنت تقع في هذه الخانة؟ وما هي الإشارات التي تؤكد أنك أقوى عقلياً وذهنياً من غيرك؟
إقرأ أيضاً: استقبل 2016 بهذا المخطط لتجعله عاماً مختلفاً لك
التوازن بين العاطفة والمنطق

الأقوياء ذهنياً يدركون تماماً بأن العاطفة يمكنها أن تؤثر سلباً على التفكير المنطقي. فالانفعال أو الغضب أو حتى الحزن والسعادة جميعها تمنعه من حسم القرارت بشكل عملي وواقعي. التفكير المنطقي هو التأكيد واليقين والتعامل مع ما يفرضه الواقع العملي، أما التفكير العاطفي فيعتمد على المشاعر. وبما أنه لا يمكن الاعتماد على نوع واحد فقط، فإن هؤلاء يقومون بالموازنة بينهما للخروج بأفضل قرارات ممكنة.
اختيار السلوك الإنتاجي

اختلاق الأعذار لتجنب إنجاز المهمام، ولوم الآخرين لتجنب تحمل المسؤوليات من الأمور المغرية جداً التي يقع ضحيتها غالبية البشر. لكن الأقوياء ذهنياً يرفضون القيام بذلك، فبالنسبة إليهم الوقت ثمين جداً، ولا يجب إضاعته باختلاق الأعذار بل يجب استغلاله للقيام بنشاطات منتجة. السلوك الإنتاجي سمة تجعلهم يتميزون عن غيرهم.
مواجهة المخاوف التي تعيق التقدم

كل شخص يملك مخاوف معينة تعيق تقدمه. الأقوياء ذهنياً يدركون أن عليهم مواجهة مخاوفهم في مرحلة ما من حياتهم والتغلب عليها. حافزهم للتغلب عليها لا يرتبط بالآخرين، فهدفهم لا يتعلق بإثبات قدراتهم للآخرين بل بإثباتها لأنفسهم. تجدهم يسعون جاهدين لكسر حواجز الخوف التي تمنعهم من الارتقاء ذهنياً ومهنياً وعاطفياً.
وأيضاً: عادات صباحية تحول حياتك للأفضل
التعلم من الأخطاء وتحمل مسؤولية القرارات

الجميع يخطئ حتى الأقوياء ذهنياً، لكنهم وخلافاً للآخرين لا يجدون الأعذار لأنفسهم أو يحاولون إلقاء اللوم على الآخرين، بل يعترفون بأخطائهم ويعملون جاهدين للتعلم منها.
كما أنهم يراجعون كل خطوة قاموا بها لاكتشاف مكامن الخلل، ثم يعملون على تعلم طرق وأساليب جديدة تمكنهم من تجنبها في المستقبل. يتحملون مسؤولية قرارتهم وتصرفاتهم، قد يلومون أنفسهم ضمن حدود معينة، لكنهم لا يجلدون أنفسهم، وينغمسون في حفلة من رثاء الذات.
تقبل الذات والعمل على تحسينها

السعي للأفضل من سماتهم، لكن ما يميزهم هو أنهم ينطلقون من قاعدة متينة، وهو تقبل أنفسهم على ما هم عليه. السعي لتحسين الذات لا يعني أنهم لا يتقبلون واقعهم أو ما هم عليه، على العكس تماماً، فالتقبل حاضر وموجود ما يجعل مهمتهم لتحسين قدراتهم وأنفسهم أنجح من محاولات الآخرين الذين يحاولون لتغيير أنفسهم لا تحسينها.
تقدير نجاحات الآخرين والتعلم منهم
الأقوياء عقلياً يعملون ضمن الفريق، ويتعاونون عوض التنافس مع المحيطين بهم. وعليه فهم لا يشعرون بالتهديد من نجاحات الآخرين، ولا يحاولون وضع العراقيل للتسبب بفشلهم، بل يحاولون مساعدتهم حين يستطيعون. لا يجدون حرجاً في التعلم من الآخرين؛ لأنهم يعلمون أن الادعاء بالمعرفة لن يجعلهم ينجحون. وحين يقوم أحدهم بعمل رائع فهم يقدرون جهوده بصدق.
المصاعب فرصة للنضوج

الحياة رحلة وعرة والجميع في مرحلة ما يواجه المصاعب والمتاعب. بشكل عام هذه المصاعب تجعل بعض الناس يشعرون بالمرارة، وحتى أن بعضهم يستسلم لكن الأقوياء عقلياً ينظرون إلى العوائق والمتاعب من زواية مختلفة كلياً. يعيشون وفق قاعدة «ما لا يقتلك يجعلك أقوى» فبالنسبة إليهم كل محنة يمرون بها فرصة للنضوج والخروج منها أقوى مما كانوا عليه.
عدم البحث عن المديح

كل شخص في مرحلة ما يحتاج إلى قليل من المديح من الزملاء أو من رب العمل أو حتى من أفراد العائلة. لكن الأقوياء ذهنياً لا يبحثون عن المديح أو عن اعتراف الآخرين بقدراتهم ومهاراتهم. همهم الأول والأخير هو العمل الدائم والمستمر؛ لتحسين مهاراتهم وفي حال صودف أن قام أحدهم بمدح عملها فهذه إضافة مقبولة.
استعادة التوازن بعد الفشل

القوة الذهنية لا تعني عدم الفشل، فحتى الذين وصلوا لمراحل متقدمة جداً من التفوق العقلي يفشلون أحياناً. وحين يحصل ذلك فهم يستعيدون توازنهم بسرعة، وعوض الغرق في الإحباط والحزن يجدون الطريق الأمثل للخروج من حالة الفشل تلك. وطبعاً كما سبق وذكرنا فهم يستغلون تعثرهم للاستفادة من أخطائهم والتعلم منها.. الأمر الذي يعزز فرص نجاحهم في المستقبل.
التفاؤل الواقعي

متفائلون بطبعهم، فهم ينظرون إلى الجانب الإيجابي من الأمور بشكل دائم. لكنهم لا ينجرفون ولا يدعون تفاؤلهم يعميهم عن الواقع. يرسمون الحدود بعناية بين ما هو واقعي ويمكن تطبيقه وبين ما هو مثالي بشكل يفوق الوصف، بحيث لا يمكن تطبيقه على أرض الواقع.
قد يهمك: صور| 10 أشياء تغير حياتك للأفضل