عشقوا فنهم حتى النهاية.. فكانت النهايات الأكثر درامية على خشبة المسرح أو في مواقع التصوير، نسمعهم دائماً يتحدثون عن عشقهم للفن، وعن حياتهم التي يهبونها كاملة لعملهم ولجمهورهم. يصبحون رموزاً تعشقهم الملايين حول العالم، فيبادلونهم الحب ولو كانت أحياناً على حسابهم.
عدد كبير من الفنانين يتمنون الموت على خشبة المسرح؛ لأنها بالنسبة لهم النهاية المثالية. لكن النجوم الذين باغتهم الموت لم يصرحوا بهذه الأمنية علانية.. لعلها كانت أمنية سرية أو لعلهم كانوا يتمنون الموت بطريقة أكثر خصوصية في منازلهم بين أفراد أسرتهم. وسواء كانت كذلك أم لم تكن، فهم رحلوا وسط جمهورهم الذي يحبهم.. فكان اللقاء والوداع الأخير.
الوجه الآخر في حياة نجوم الأكشن.. «أسود على الشاشة عصافير خلفها»
طلال مداح
في 11 آب / أغسطس عام 2000 أطل الفنان السعودي طلال مداح على جمهوره على مسرح «المفتاحة». قوبل كالعادة بالتصفيق الحار والهتافات، وما إن بدأ بتأدية وصلته الغنائية مطرباً الحضور بأغنية «مقادير» الشهيرة حتى عاجله الموت.
كان يجلس على كرسي وفجأة سقط، توقف قلبه وتوقفت معه قلوب الآلاف للحظات. شارك في تشييع جثمانه أكثر من 100 ألف من محبيه في العالم العربي في وداع يليق بواحد من أعمدة الموسيقى السعودية والعربية.
نصري شمس الدين
ترك 500 أغنية وموال وظهر في جميع أعمال الرحابنة المسرحية والسينمائية والتلفزيونية. عرف شمس الدين بصوته الرائع الذي يتغلغل في القلوب ويترك بصمة يصعب لاي شخص آخر أن يتركها. عشق الغناء والمسرح فأمضى معظم حياته وهو يغني ويزرع الفرح في قلوب اللبنانيين والعرب. وكما كانت بدايته كذلك كانت نهايته، في العام 1983 وخلال تأديته لاغانيه توقف نصري شمس الدين عن الغناء للمرة الأولى بعد أن خانه قلبه.
إبراهيم عبدالرازق وغريب محمود
خلال تأديته لمسرحية «كعبلون» أمام الممثل الراحل سعيد صالح عام 1987 سقط الممثل إبراهيم عبدالرازق على خشبة المسرح جثة هامدة. النهاية نفسها كتبت للفنان غريب محمود عام 2006 الذي توفي خلال بروفات مسرحية «حمام مغربي». سقط مرتين، في المرة الأولى نفض عنه الموت للحظات وأكمل التدريبات، لكنه الموت أبى أن يرحل فأسقطه في المرة الثانية جثة هامدة.
محمود ممدوح السوالقة
لعلها صدفة أو لعلها رسالة كونية غريبة لكن الممثل الأردني محمود ممدوح السوالقة قدم المشهد الدرامي الأخير الذي لا يمكن لأحد أن يتفوق عليه. فخلال تصوير مسلسل «إخوة الدم» كان الممثل يؤدي مشهد وفاته.. حين توفي فعلاً.
الممثل منذر ريحانة الذي كان يؤدي دور ابنه في المسلسل والذي كان شريكه في المشهد أشار إلى أن السوالقة شعر بدنو أجله إذ طلب منه قبل تصوير المشهد أن يقوم بدفنه «بيديه» في حال مات في أي وقت قريب.
بعد 7 سنوات من الابتعاث تحول لمطرب شهير بأميركا (فيديو وصور)
محمد مبسوط «فهمان»
أمضى حياته وهو يزرع البسمة وينثر الضحكات أينما حل والمرة الوحيدة التي أبكى فيها جمهوره كانت حين سقط على خشبة المسرح جثة هامدة. في تلك الليلة ذهب «فهمان» إلى جنوب لبنان ليعرض مسرحيته ضمن فعاليات عشاء قروي في إحدى القرى. خرج وبدأ كعادته يوزع الابتسامات والفرح لينهار بعد ذلك بعد أن خانه قلبه الجميل الذي لم يعرف سوى إسعاد الآخرين سبيلاً لحياته.
صلاح ذو الفقار
في 22 ديسمبر عام 1993 توفي الفنان المصري القدير صلاح ذو الفقار خلال تصوير المشهد الأخير من فيلم الإرهابي إثر أزمة قلبية مفاجئة. لكن عزاء الفنان جاء متواضعاً فشارك 3 فنانين فقط في العزاء وعدد من الاقارب والمحبين. وداع لا يليق بأي شكل من الأشكال بفنان منح السينما المصرية الكثير من الاعمال الرائعة.
مصطفى بغداد
كان الفنان المغربي مصطفى بغداد يشارك بصفته كأمين عام للنقابة الحرة للموسيقيين في حفل فني ضمن إطار مهرجان الأغنية الوطنية المغربية عام 2012. كان يلقي كلمته بحماسة شديدة ويتفاعل مع الجمهور وفجأة سقط على ركبتيه ثم انهار بشكل كامل أمام الجمهور وتحت أنظار الفرقة الموسيقية.
ماتوا أثناء التصوير
في المقابل هناك فئة من الفنانين الذين باغتهم الموت خلال ارتباطهم بأعمال فنية ولكن ليس في مواقع التصوير أو على خشبة المسرح.
الممثل رشدي أباظة توفي عام 1980 أثناء تصويره فيلم «الأقوياء»، النهاية نفسها كتبت للممثل أحمد زكي الذي أيضاً وافته المنية قبل أن يتمكن من انهاء جميع مشاهده في فيلم «عبد الحليم حافظ».
الممثل اللبناني الشاب عصام بريدي توفي بعد تعرضه لحادث سير في عام 2015، الممثل الشاب كان أدى مشهد موته في مسلسل «علاقات خاصة» ليموت بعدها فعلاً.
المطربة أسمهان توفيت بشكل غامض عام 1944 خلال تصوير فيلم «غرام وانتقام» ما دفع بالمخرج إلى الاستعانة بممثلة بديلة لإكمال الفيلم.
في العام 1993 توفي الفنان عبدالله غيث خلال تصوير مسلسل «ذئاب الجبل» ولان دوره كان أساسياً لجأ المخرج إلى قتل شخصيته في المسلسل واستكمال أحداث القصة بشخصيات أخرى. الممثل صلاح قابيل توفي عام 1992 خلال تصوير الجزء الخامس من مسلسل «ليالي الحلمية» فتم تعديل السيناريو وحذف شخصيته.